هنا سوريا....وجرائم حرب أنهكت البشر والحجر
دعاء عبد الرزاق
حالة من الهلع والخوف تشهدها المدن السورية مع ازدياد انتشار جرائم القتل والسطو والاغتصاب والخطف وتجارة الأعضاء تحت ذرائع متعددة أهمها الوضع المعيشي المتردي الذي كشف عورات المجتمع السوري في ظل الفلتان الأمني وانتشار السلاح بشكل كثيف.
وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد ، كانت قد انتشرت عصابات الخطف في البلاد بشكل كبير ،وتكررت عمليات الاختفاء في كثير من المناطق
حيث يستيقظ أهالي سوريا يوميًا منذ نحو شهر على وقع جرائم فظيعة تحدث في مناطق متفرقة من البلاد، خصوصًا تلك التي تبدأ بهدف السرقة وتنتهي بالقتل أو الاغتصاب.
ويمكن تفسير زيادة عمليات خطف الأطفال في سوريا وتصاعد أعداد الضحايا منهم إلى المئات بعدة عوامل، أهمها الحرب والانفلات الأمني، حيث شكلت تلك العوامل فرصة سانحة لظهور عصابات الخطف وتجارة الاعضاء في كافة أنحاء سوريا،
كما أن لرواج تجارة الأعضاء أثر كبير، حيث تلجأ عصابات الخطف إلى التربح من اختطاف الأطفال عن طريق بيعهم لشبكات تجارة الأعضاء، ويتم الاستفادة من أعضائهم بعد الخطف وإلقاء جثثهم.
وممّا يندى له الجبين ويدمي له القلب ما تتعرّض له الطفولة من جرائم وحشية، تعدّدتْ أشكالها وتراكمت آثارها، حيث تطالعنا الصحف ووسائل الأعلام المتنوعة يوميًا بأخبار موجعة وأنباء مفجعة عن أفعال مفزعة، والإحصاءات تنبئ عن خطورة الأمر، وتنذر بدق ناقوس الخطر، ووجوب المواجهة الحاسمة والحازمة لمن تسوّل له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم الشنيعة.
وقد توزعت هذه الجرائم في كافة أنحاء سوريا عامة وفي مناطق النظام السوري خاصة وقد أثارت كثرة هذه الجرائم تساؤلات عن السر وراء انتشارها في هذا الوقت تحديدًا.
لكن أهم الأسباب وهو واضح وضوح الشمس في سماء صافية،بأن الديكتاتورية والاستبداد والظلم،منبع كل الشرور في المجتمع ،فالظلم أكبر الكبائر وأعظمها،
ويعود ذلك أيضا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب خصوصًا في مناطق النظام السوري، و إن انتشار الجريمة يعود قطعًا إلى عدة أسباب على رأسها الوضع الاقتصادي المتردي الذي يضغط على الناس بشكل كبير ويدفعهم للسرقة أو أعمال الخطف وغيرها من الجرائم التي قد تصل إلى القتل و"الدعارة".
إن النظام السوري يفتقد إلى مبدأ سيادة القانون خصوصًا بعد ما أعطى لميليشياته الضوء الأخضر بارتكاب ما يحلو لهم مقابل ضمان ولائهم، في ظل انتشار السلاح والافلات من العقاب
أما عالميًا، فقد أشار موقع "نمبيو" (NUMBEO) المتخصص بالإحصائيات حول العالم وجمع البيانات إلى أن سوريا تحتل المركز العاشر عالميًا من حيث ارتكاب الجريمة، وفق إحصائية نصف سنوية للعام الجاري أعدها الموقع.
والجدير بالذكر أنّ الوضع الأمني في مناطق سيطرة النظام يشهد حالة من التوتر، حيث تزايدت جرائم القتل والسرقات والخطف، وتم تسجيل عشرات الجرائم وعمليات الخطف في معظم مناطق سيطرة النظام السوري
وقد تداولت هذه الجرائم على مئات الحسابات السورية في مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر أصحابها تخوفهم واستنكارهم لانتشارها، ودعا الكثير منهم إلى ضرورة إيجاد حل لمعالجة هذا الأمر اجتماعيًا وأخلاقيًا وأمنيًا.