"الأزمات تخلف الأزمات "واقعة مأساوية لا سابق لها تطرق أبواب سوريا
دعاء عبد الرزاق
إن السعي وراء رغيف الخبز لم تعد كلمة مجازية في قاموس المثقفين والعامة بل أصبحت واقعة يعيشها السوريين في معركتهم اليومية والتي أضيفت اليها مؤخرا أزمة كورونا التي زادت الطلب على هذه المادة
حيث تتفاقم هذه الأزمة يوما بعد يوم وخاصة بعد فرض حظر التجول داخل مناطق سيطرته واعتماد آلية جديدة للتوزيع عن طريق معتمدين يحملون حصصا محددة لكل فرد لاتزيد عن رغيف واحد فقط وربما يزيد قليلا
وللمرة الأولى و منذ بداية الحرب تواجه سوريا نقصا حادا في المواد الغذائية عامة ومادة الخبز خاصة فيما يمثل ذلك تحديا جديدا لنظام الأسد الذي يعاني انهيارا اقتصاديا إزاء مجموعة من العقوبات الأمريكية التي فرضت عليه في يونيو/حزيران
وهي الأكثر شمولا حتى الآن. وتقول واشنطن إن قانون العقوبات المعروف باسم قانون 'سيزر' (قيصر) يستبعد المساعدات الإنسانية ويهدف إلى محاسبة الأسد وحكومته على جرائم حرب وحماية حقوق المدنيين
وقد تسبب ارتفاع الأسعار في زيادة مصاعب الحياة للسوريين الذين يعانون من ويلات حرب سقط فيها مئات الآلاف ونزح خلالها الملايين عن ديارهم.
وقالت إحصائيات بأن أكثر من 70بالمئة من مناطق زراعة القمح تحت سيطرة مقاتلي الواحدات الكردية بعد أن سيطروا على أراض كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية
وقال تاجر حلويات اسمه عبد الله بأنه لم يسبق ان شهد فقرا على هذا النطاق من قبل في مدينة دمشق متسائلا هل يعقل بأن يصبح رغيف الخبز حلما جميلا للمواطن السوري
بعدما كان لنا اكتفاءا ذاتيا دائما؟ ؟
وكان قد تداول ناشطون شريطا مصورا لتجمعات مأساوية في مدينة حلب كانت لطوابير مئات المواطنين بانتظار حصصهم اليومية من مادة الخبز والتي يقول الكثيرون بأنها لاتكفي لوجبة واحدة
حلب التي أعلن بشار الأسد بكلمة له بعد تحريرها بالكامل واعدا مواطنيها بظروف أفضل كانت الأكثر تضررا خلال الأزمة الأخيرة
في حين تشهد محافظة حلب أكبر أزمة لفقدان الخبز من الأسواق والاعتماد على السوق السوداء
وفي تسجيل آخر يظهر عشرات المواطنين حول سيارة تقوم بتوزيع الخبز في حي الزاهرة الجديدة بدمشق، فيما يقوم شخص يقف فوق السيارة برمي ربطات الخبز في الهواء، لتحاول عشرات الأيادي التي ترتفع للأعلى تلقفها.
ويذكر بأن أزمة الخبز التي تضرب معاقل مؤيدي الأسد، ناتجة عن عجز النظام على تأمين القمح الضروري لإنتاج الخبز، ويعود ذلك لتدهور الوضع الاقتصادي لدى الحليفين الأهم؛ روسيا وإيران، بسبب انهيار أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وفوقها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهما لاسيما إيران