كم من ميساء صامتة صرخةٌ من الداخل السوريّ لنصرة المعنّفات
أطلقت ناشطات سوريّات وناشطون حملة تضامنيّة بعنوان “كم من ميساء صامتة بيننا” والتي تهدف حسب القائمين عليها كسب تأييد الرأي العام لتفعيل قوانين معاقبة للمتسبب المباشر والغير مباشر بالعنف المطبق على النساء السوريات داخل وخارج سوريا.
وجاء في نصّ الحملة التضامنيّة المفتوحة للتوقيع “إن من واجبنا تعزيز جانب التصدّي للعنف الممارَس ضد المرأة كمنظمات مجتمع مدني وفق معايير العمل الإنساني ,وضمن إطار الدعوة الأمميّة للحدّ من العنف المطبق على الفئات الهشّة التي تمثلها النساء والأطفال في المجتمع السوري سواءٌ كان العنف أسريّاً أو مجتمعيّاً، أن يحاسب المجرم هي مسؤوليتنا جميعاً”
هذا وقالت الناشطة السوريّة غادة الأمين في تصريح لمنصّة منتدى الإعلاميّين السوريّين – وهي واحدة من المشاركات في إطلاق الحملة : إنّ قضيّة ميساء ليست قصّة فرديّة بل هي عينة من تجارب كثيرة تحتاج حمايةً من السلطات المحليّة وتضامناً من منظمات المجتمع المدني عموماً لمنع تكرارها ووصول المرأة في ظل التهجير إلى مرحلة التعذيب الممنهج مؤكدةً أن هكذا قضايا تثار بشكل أساس كقضية رأي عام يدافع عنها الجميع رجالاً ونساءً، والتعاطف مع هذه الحالات واجب إنساني لابدّ منه.
هذا وكانت قضيّة ميساء 33 عاما المدرّسة والأم لثلاثة أطفال (صبيين وبنت واحدة) أثارت ضجّة كبيرةً بعد إقدامها على تناول 3 حبات من سم الفئران أو ما يسمى حبوب الغاز لتنهي حياتها بعد حرمانها من أطفالها من قبل زوجها الّذي كان يعنّفها بشكل مستمر مستخدماً الأدوات الحادّة في ضربها إضافة لمعاملته السيئة لها وحرمانها من الراتب الذي كان يتسلمه الزوج وإجبارها على المشي للمدرسة التي تبعد 5 كم عن خيمتها في بلدة أطمة شمال إدلب.
قصّة ميساء التي أقدمت على الانتحار في حالة نفسيّة مغلقة حسب أقربائها تثير تساؤلاً لدى ناشطين عن الدور الحقيقي لمنظمات المجتمع المدنيّ والسلطات المحليّة في حماية حالات مماثلة ووضع حدّ لكل انتهاك تتعرض له بعض النساء في سجون يديرها أزواج فقدوا أدنى صفات الآدمية وبات غياب الوازع الديني والأخلاقي محتّماً لوجود وازع قانوني يحمي هؤلاء اللاتي ماوجد من منظمات ونشاطات تدّعي حمايتهن لايرقى لملامسة واقع قاسي ومعقّد فرض عليهن.
هي دعوةٌ حسب القائمين على الحملة لتطبيق قيم الإسلام ونظرته للمرأة، والأخلاق والقيم الإنسانيّة تجاه المتسبّب في كل أذى قد تلحقه المرأة بنفسها مدفوعةً بحالة من القهر لايعلمها حسب هؤلاء إلا الله ومن أجبر على حياة لايتوفر فيها أدنى قيم الآدميّة والكرامة.
المصدر : منتدى الاعلاميين السوريين