من ينقذ الأرواح ليس مجرماً
قامت السلطات الإيطالية يوم السبت 29 حزيران 2019 باحتجاز سفينة إنقاذ ألمانية خيرية على متنها أربعين ناجياً من الغرق، ووضعت قائدتها (كارولا راكيته) قيد الإقامة الجبرية، لرفضها الامتثال لطلب السلطات الإيطالية بالتوقف، الأمر الذي تسبب في نشوب خلاف دبلوماسي متزايد بين إيطاليا وألمانيا.
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم حملة تضامنية كبيرة مع قائدة السفينة الألمانية (كارولا راكيته) على مستوى الرأي العام، فإن بوادر أزمات سياسية باتت تتبلور ملامحها مع إيطاليا على أكثر من جهة.
وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سالفيني، وهو يميني متطرف منتقد لعمليات إنقاذ المهاجرين، قال: "إن التكتيكات العدوانية لقائدة "سي واتش 3" كارولا راكيته أوضحت أن إيطاليا تتعامل مع "مجرمين".
وزير الخارجية الألمانية (هايكو ماس) انتقد هذا الاحتجاز لقائدة سفينة الإنقاذ، وقال في تغريدة: "لا يمكن السماح بتجريم إنقاذ المهاجرين من البحر، الأمر متروك للمحاكم الإيطالية كي توضح الاتهامات بسرعة".
وزير خارجية لوكسمبورغ (جان أسيلبورن) دعا إيطاليا إلى إطلاق سراح قائدة السفينة، وكتب خطاباً مفتوحاً إلى وزير الخارجية الإيطالي (إنزو مافيرو ميلانيسي) عبر فيسبوك قال فيه: "إن قائدة السفينة (كارولا راكيته) كانت تحاول إنقاذ الأرواح فحسب عندما لم تمتثل للسلطات الإيطالية".
وأضاف: "إن إنقاذ الأرواح البشرية واجب ولا ينبغي أبداً أن يصنف باعتباره جريمة، إن عدم إدراك هذا الواجب، من ناحية أخرى، قد يمثل جريمة".
كان يجدر بهذا العالم المتحضر الذي يرى أنه وريث قيم الحضارة الإنسانية وقيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ألا ينجرف في سياسات تمنع البشر من النجاة بأنفسهم من الموت في بلدانهم، وأن يقف مع القوى التي تسببّت بالموت والدمار لشعوبها، في سوريا والعديد من المناطق الساخنة في العالم.
2019-07-01
المصدر: Najoon - ناجون