حملة “ Me Too Gaza “ تسلط الضوء على ظاهرة التحرش بالفتيات في غزة
حملة "مي تو" ضد التحرش الجنسي وصلت قطاع غزة وفتحت هامشآ كبيرآ للفتيات للحديث عن ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمع محافظ، كمجتمع غزة، ومدى تأثير الظاهرة على نفسية الفتيات ضحايا التحرش الجنسي من مختلف الأعمار.
التحرش ظاهرة تتعرض لها الفتيات بكثرة، فإن وجودها في مجتمع كغزة له عادات وتقاليد محافظة يسبب لهن حالة من الخوف والكتمان وترك أثر نفسي يؤدي بهن الى الانعزال وفقدان ثقتهن بأنفسهن وبالمجتمع من حولهن، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي أنقذتهن بكسر حاجز الخوف والحديث عن التحرش بكل قوة وثقة.
التحرش متنوع الصور
هناك العديد من المواقف التي تتعرض لها الفتيات يومياً من التحرش بشكله اللفظي والجسدي، ولكن الجسدي يترك أثراً كبيراً في نفسية الفتاة، فإن حدوث التحرش في مرحلة الطفولة يشكل شخصية ضعيفة جداً بعد البلوغ، حيث لا تستطيع مواجهة المجتمع.
الأثار السلبية للصمت
هذا ويترك التحرش آثار سلبية على حياة الفتاة والبعض منهن تسوء حالتهن النفسية ويصبح لديهن كره لأجسادهن وبسبب الصدمة ولا يوجد توعية لكيفية التعامل معه، ومن خلال خبرة الفتيات في هذا الموضوع يرشدن بعضهن ويدعمهن. وإذا كان الأمر أكبر من قدراتهن يتم إرسالهن إلى مراكز ومؤسسات قد تساعدهن في تخطي آثار الصدمة من التحرش، مثل مركز شؤون المرأة الذي أعلن سابقاُ عن نسبة14% من النساء يتعرض للتحرش والعنف الجنسي، والاحصائيات غير كاملة لعدم افصاح الفتيات عن حالات التحرش التي يتعرضن لها.
محمد أبو القمبز الخبير في الإعلام الاجتماعي والذي تحدث مع DW عربية عن عوامل نجاح هذه المبادرة في مجتمع محافظ كغزة، قائلاً:" كمبادرة تعتبر كسر حواجز الخوف من ناحية المواضيع التي يخاف الناس الحديث عنها بسبب العادات والتقاليد التي تمنعهم من الحديث عنها، ووجود مبادرة كهذه تعتبر مؤشر ايجابي في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والأعداد الكبيرة فيه، فإن استمرار نجاح هذه المبادرة مرتبط بمدى تقبل المجتمع لها في المرحلة الأولية التي قد يكون فيها رفض ونفور لأنها مخالفة لطريقة تفكير المجتمع، ولكن في مراحل مستقبلية يكون لها نسبة تقبل أكثر ويرتبط ذلك بوجود فتيات يشاركن قصصهن على الصفحة، وعادة نسبة كبيرة منهن يشاركن في مجموعات مغلقة ولكن المختلف في المبادرة أنها تظهر بشكل واسع وعام".
على الرغم من الحياة غير المستقرة في غزة، من ظروف اقتصادية سيئة وحالة سياسية غير مستقرة تشغل بال الغزيين ويعطونها اهتمامهم الأكبر، إلا أن المبادرة فرضت نفسها وشكلت حالة من الاستغراب والنقاشات الطويلة، حيث لا يوجد قوانين تعاقب المتحرش بشكل رادع لتختفي الظاهرة تدريجيا في المجتمع.
ورغم أن القوانين في غزة تعاقب بالسجن لجريمة هتك الأعراض بدون استعمال القوة أو التهديد، غلا ان المشكلة تكمن في عدم اعتراف المسؤولين في القطاع بوجود ظاهرة التحرش الجنسي، سيرا على مبدأ ما لا يجوز أخلاقيا، لا يوجد في المجتمع أساسآ. ولأن التحرش الجنسي ظاهرة معيبة ومخالفة للعادات والتقاليد السائدة، فإن الفتيات والنساء يجدن صعوبة بالغة في رفع شكاوى قانونية تحت مسمى التحرش الجنسي ويفضلن الصمت والكتمان.
2019-04-22
المصدر: DW عربية