إضراب الكرامة 2": معركة جديدة للأسرى في مواجهة الاحتلال
من جديد يصارع الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي سجّانيهم، مع بدئهم عملياً "إضراب الكرامة 2" عن الطعام، مساء الإثنين الماضي، بعد فشل الحوار بينهم وبين إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب عامين من "إضراب الكرامة 1" الذي خاضه الأسرى في إبريل/نيسان 2017. وباشر الأسرى إضرابهم، للحفاظ على منجزات الحركة الأسيرة، واحتجاجاً على الممارسات القمعية التي تعرّضوا لها خلال الفترة الماضية، فيما سُجّل دخول قضيتهم على خط التفاهمات من أجل الوصول إلى تهدئة بين الاحتلال وقطاع غزة برعاية مصرية. ومن المتوقع أن تكون الأيام القليلة المقبلة كفيلة بحسم مصير الإضراب، لا سيما بعد توضيح نادي الأسير الفلسطيني في بيان، أن "مفاوضات غير مباشرة تجري داخل المعتقلات، في ظلّ جهود مصرية مستمرة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل تحقيق مطالب الأسرى الحياتية".والإضراب بدأته الهيئات القيادية للتنظيمات في معتقلات الاحتلال قبل أن ينضم إليها حتى مساء الثلاثاء، نحو 400 أسير في معتقلات النقب، وريمون، ونفحة، وايشل، وعوفر، وجلبوع، ومجدو، وذلك عقب الهجمة الكبيرة في الأسابيع الماضية ضدهم، إثر خطة وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان برفع وتيرة الاعتداء والقمع ضد الأسرى، التي لم تكن بعيدة عن سياق سياسي لا سيما أنها تزامنت مع الانتخابات الإسرائيلية ومع التصعيد في غزة.
وقرّر الأسرى الإضراب عن الطعام بطريقة تصاعدية، بدءاً من مشاركة العشرات من قيادة الحركة الأسيرة، ثم اتّساعها تدريجياً بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير في 17 إبريل/نيسان الحالي، بعدما ثبت لهم أن ما جرى من حوارات خلال الأيام الماضية مع إدارة سجون الاحتلال بشأن تحسين الظروف الحياتية، مجرد وعود من دون أية ضمانات جادة بتحقيق المطالب.
في السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ما يحدث الآن بحق الأسرى مرتبط بمحاولة الاحتلال الحصول على تهدئة في قطاع غزة، إذ تزامنت أجواء التوتر مع الاعتداء على الأسرى، وما تلا ذلك من ربط قضية الأسرى بمجريات الأحداث في غزة". وشدّد على أن "الأسرى قرروا الحفاظ على إنجازات الحركة الأسيرة التي تم تحقيقها على مدار السنوات الطويلة الماضية، فكان لا بد من خوض هذا الإضراب في مواجهة مصلحة سجون الاحتلال التي لا تتورع عن قمع الأسرى والتنكيل بهم".
رام الله ــ محمد محسن، محمود السعدي
2019-04-11
المصدر: العربي الجديد